زينب إسماعيل
زينب إسماعيل


زينب إسماعيل تكتب: ولماذا غطيناه !!

بوابة أخبار اليوم

السبت، 30 مارس 2024 - 11:32 ص

يقول أحد دهاة العرب: "ما غلبتني إلا جارية .. كانت تحمل طبق مُغطى" سألتها: ماذا يوجد في الطبق ؟  فقالت: ولمَ غطيناه إذاً ؟ فأحرجتني .. لا اقول حكمة اليوم بل حكمة العمر التي علمتنا بها تلك الجارية وهي أن أي شيء مستور لا تحاول أن تكشفه سترنا الله و اياكم في الدنيا والآخرة، لا تحاول البحث عن الوجه الثاني لأي شخص.. حتى لو كنت متأكداً أنه سيئ ، يكفي أنه إحترمك وأظهر لك الجانب اﻷفضل فيه  - ماذا ومن ومتى وكيف وأين ولماذا ؟ تلك الإستفهامات الست التي اعتدناها لإعداد الفنون الصحفية على مختلفة أشكالها وقوالبها المختلفة لنشر القضايا وتفسيرها وتوجيه الرأي العام اتجاهها، هي ذاتها التي يستعان بها اليوم ليس لذات الاستخدام بل يتم تدولها وكأنه فضول الإهتمام ولكنه "الإهتمام المكذوب " الذي لايقصد إلا التحسس أو التجسس الذي تفشي بيننا كالنار في الهشيم استغلها المتطفل وملأ الأرض بها إستفهاما لتكون إجاباتها مادة خصبة و اشباعا لرغبتة الفضولية ولا تنتهي  أسئلته إلا بانتهاء شهيته لمعرفة التفاصيل التي لا شأن له بها - يا سادة الخصوصية هي مبدأ حقوقي ينطبق على الفرد كحق له على الجماعة التي ينتمي إليها، وذلك بعدم اقتحام حياته الخاصة، ما دام لا يضر أو يخل بحقوق الآخرين، حق يجب أن يُراعَى ويصان لا أن يتم قمعه بأسئلة خرافية تطال المأكل والملبس والراتب والعمل بشكل صارخ مثير للجدل والاشمئزاز، وباتت الخصوصية ضحية للفضول المرضي من قبل الكثيرين الذين يجعلون من حياة الآخرين شغلهم الشاغل ومع الأسف ساهمت وسائل "التفسخ " أقصد التواصل الاجتماعي في إهدارها بشكل مقصود أو غير مقصود!   ونسي المتطفلون أو تناسوا قول رسول الله صلي الله عليه وسلم :  مِن حُسْنِ إسْلامِ المَرْءِ تَرْكُه ما لا يَعْنيه ؟  .. ورمضان كريم .

 

 

الكلمات الدالة

 

 

 
 
 
 
 
 
 

مشاركة